news-details

جليد القطب الشمالي شكّل قلعة حمت حيتانًا نادرة

 

بحلول تسعينيات القرن الماضي، كادت عمليات الصيد أن تتسبَّب في انقراض عملاقٍ بحري عاشق للبرد، هو حوت "سبيتسبرجن" مُقوَّس الرأس. ووفقا لمجلة "نيتشر" العلميّة الهامة،  رُصِدَ غناء هذه الحيتان مؤخرًا في المياه الواقعة شرق جزيرة جرينلاند، بيد أنَّ العلماء لا يعرفون إلا القليل عن عادات تلك الحيوانات المهددة بالانقراض.

وعليه، سَعَتْ كيت كوفاكس –من المعهد القطبي النرويجي في مدينة ترومسو- وفريق عملها إلى الحصول على بياناتٍ موثوقة عن تلك الحيتان المراوغة، المسمَّاة "سبيتسبرجن"، نسبةً إلى جزيرةٍ تقع في الدائرة القطبية الشمالية، وهي من الحيتان مُقوَّسة الرأس من نوع Balaena mysticetus.  وللحصول على تلك البيانات، أطلق باحثو الفريق أجهزة إلكترونية مُرسِلَة للإشارات من على متن طائرةٍ مروحية أقلعت من كاسحة جليد، لتستقر الأجهزة في شحوم 13 حوتًا من تلك الحيتان.

وقد أظهرت مسارات تلك الحيوانات أنَّها ترتحل جنوبًا في الصيف، وشمالًا في الشتاء، خلافًا لعادات الأنواع الأخرى من الحيتان مُقوَّسة الرأس. ومن ثم، تقضي حيتان سبيتسبرجن فصل الشتاء في بحارٍ باردة وعميقة، مُغطَّاة بالكامل تقريبًا بطبقةٍ من الجليد، على مسافةٍ تربو -في كثيرٍ من الأحيان- على 100 كيلومتر من المسطحات المائية المفتوحة الشاسعة، معتمدةً في تنفُّسها على عددٍ قليل من الشقوق في الجليد.

ويشير الباحثون إلى أنَّ صائدي الحيتان قَضَوا على ما كان يتردَّد منها بانتظامٍ على البحار الشتوية التي تتسم بمناخٍ أكثر دفئًا. وهم يعتقدون أنَّ الجليد الذي يغلِّف مياه القطب الشمالي هو ما حَمَى تلك الحيتان التي تمتاز بقوة الاحتمال، التي يأتي عليها الشتاء فترتحل صوب الشمال. واليوم، يتكاثر أحفادها، ويملأون بأغانيهم أعماق البحار.

أخبار ذات صلة